لماذا لم أنجح حتى الآن..؟

في مرحلةٍ ما من مسيرة الحياة العملية، تأتي إليك فرصة لتعيش حالة وقتية من النجاح مثل فرصة عمل مختلفة أو مشروع كبير أو ترقية إلخ… وفي الغالب نجعلها تمر دون أن ننتهزها ونتمسك بما نحن عليه الآن لأنه مريح وآمن حسب اعتقادنا.


أولاً النجاح حسب مفهومي الشخصي هو حالة مستمرة وليست مؤقتة، فكل إنسان على وجه الأرض ناجح، بدءاً من ولادته وخروجه الموفق من رحم أمه كأول هدف وبداية نجاح مستمر، وكونه يستيقظ كل يوم ليعيش يوم جديد فهذا نجاح، وأن ترسم البسمة على شفاة إنسان آخر فهذا هدف وقد تحقق بنجاح، أنت ناجح ولكن لا ترى ذلك!

قوانين التبسيط أو البساطة في كل شيء تجعلك تدرك أنك ناجح دائماً بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم بإجتهادك ومثابرتك المستمرة، المشكلة تكمن فقط فيك أنت.. لأنك تضخم أهدافك بشكل مستمر مما يجعلك تنظر للنجاح من منظور ضيق ومحدد، متجاهلاً بذلك حقيقة أنك ناجحٌ الآن.

السبب الرئيسي والأول لما يحدث لك الآن من مشاعر وأحاسيس وأفكار في داخلك وصولاً للعالم الخارجي لك والمحيط بك هو أنت، فكل ما تراه حولك يعكس ما بداخلك ويحدد إتجاهك، لذا سنبدأ ببعض القوانين البسيطة والمختصرة لأنني لا أريد أن أطيل هذا المقال.

1. الإدراك

أن تدرك أنك تعيش الآن حالة نجاح مستمرة، وأنك تستطيع أن ترفع حالة النجاح هذه لمستوى أعلى بكل بساطة.

2. الإستبدال

إستبدل عاداتك السيئة بأخرى جيدة، إجلب ورقة وقلم واكتب جميع عاداتك السيئة بجانب وعاداتك الجيدة بجانب، وابدأ بتغيير العادات السيئة واحده تلو الأخرى.
إستبدل أصدقاءك بآخرين ناجحين وأحط نفسك بهم.
إستبدل أخلاقك السيئة بأخرى جيدة واستعن بالله على كل ذلك.
3. التغيير

لن يتغير شيء في حياتك طالما أنك تعيش داخل دائرة الإرتياح الخاصة بك، عليك بكسر هذه الدائرة والخروج لتبدأ حياتك بالتغير، لا تنتظر الفرص حتى تتغير فلن تأتي بنفسها إليك، حتى الباعوض لن يقترب منك إلى أن تعطيه سبب، فاصنع الأسباب والفرص ولا تنتظر أحد.

4. تحديد الأهداف

حدد أهدافك واجعلها في البداية بسيطة وصغيرة، فكلما حققت منها هدف سيزيد لديك الحماس وثقتك بنفسك ستزداد وستلاحظ أن أهدافك تتضخم تدريجياً وليس بشكل مفاجئ يجعلك تراها ضرباً من الخيال وتصاب بالإحباط واليأس بسبب ذلك.

5. نظم وقتك

أعلم أن الوقت بالنسبة لك مستحيل أن تنظمه نظراً لطريقة عيشنا والمحيط من حولنا ليس لديه مفهوم أن الوقت مهم ناهيك أيضاً على أن العشوائيات الفجائية كما أحب أن أسميها تضيّع أغلب اليوم (وصلنا، روح جيب، مشكلة تستدعي تدخلك، تغير في المزاج الخ..) ، ولكن تستطيع وعن تجربة شخصية تنظيم على الأقل 8 ساعات من وقتك وأضمن لك إن شاء الله أنك إذا قمت بذلك ستستطيع تنظيم ما تبقى من يومك بشكل أسهل مع مرور الوقت، فقط إبدأ بتنظيم وقتك ولو أن تبدأ بساعتين يومياً وارفع الحد كل أسبوع أو كما تراه مناسب.

6. التخطيط

لابد أن تخطط ولو بأبسط الطرق، عدم التخطيط بعد تحديد الأهداف يجعلنا في أغلب الأوقات في حالة توَهان ولا نعلم أين نذهب وماذا نريد وكيف نصل، يوجد تطبيقات وأساليب كثيرة جداً وبسيطة تساعدك على التخطيط، إبحث عنها.

7. العزيمة والتحفيز

لابد أن تكون لديك عزيمة قوية وإلا ستكون شعلة مؤقتة وستنتهي خلال فترة قصيرة أو بعد ساعات من قراءتك لهذا المقال، لذا اشحن عزيمتك وكن متأكد أن الله معك ما دمت تستعين به فيما لا يغضبه.

خذها قاعدة: التحفيز هو الوقود الذي يساعدك على الاستمرار بالعمل والتغلب على الصعوبات لأنك ستواجه الكثير منها، فلا تتفاجئ وكن مرناً كالماء ينساب فوق وعلى ومن خلال الصخور بسلاسة ومرونة.

8. الإستمرارية

هل تعلم أن أغلب الأفكار والنجاحات الكبيرة نجحت لأن أصحابها استمروا بالمحاولة مرة واثنين وثلاثة ولم يتوقفوا حتى نجحوا، حتى أن أغلب المشاريع تتوقف عن العمل لأن أصحابها توقفوا عن المحاولة ولم يتحلوا بالصبر، تستطيع القول أنك إن بدأت بمشروع سينجح بإذن الله ولكن اعمل وانتظر ولا تتعجل فالنجاح فسيأتيك لإن شاء الله في الوقت الذي تكون فيه جاهزاً لاستيعاب مستوى هذا النجاح الكبير واستغلاله.

خلاصة القول :

حياتك لن تتغير مادمت على نفس الحال، لا بد أن تتعلم الجديد دائماً وتضيف المعرفة لعقلك حتى تستطيع أن تخرج بفكر جديد وتبتكر، مادمت ستظل على نفس أفكارك وعاداتك فلن يتغير شيء وستظل تدور في دائرة مغلقة، نصيحتي لك ولنفسي تعلم وتعلم وتعلم واقرأ وستعلم حينها ما تريد أن تفعل وماهو مجالك لأنك أعلم الناس بنفسك، ومع هذا العلم إذا لم يصاحبه العمل بجهد فليس له فائدة سوى التنظير..