- لماذا يرسب بعض التلامذة الفائقي الذكاء رغم أن المدرسة والأهل وضعوا برنامجًا خاصًا بهم؟
لأن متابعة الأهل والمدرسة اقتصرت على فترة محددة في حين أن المتابعة يجب أن تستمر إلى أن ينهي المرحلة الثانوية لأنه سوف يجد دائمًا أن لديه قدرات تختلف عن قدرات أقرانه. وتشير الدراسات أن 30 في المئة من التلامذة الفائقي الذكاء يتسرّبون من المدرسة لأنهم يصلون إلى مرحلة يعتبرون أنفسهم فيها أنهم موجودون في مكان ممل لا يشبع فضولهم المعرفي ولا يلبي حاجاتهم الذكائية و ليس هناك ما يحفزهم على التعلّم.
كل هذه العوامل تؤدي إلى الرسوب وبالتالي إلى التسرّب المدرسي. لذا أؤكد ضرورة متابعة التلميذ الفائق الذكاء إلى حين انتهاء دروسه الثانوية لأنه عندما يدخل الجامعة يعرف ماذا يريد وأي اختصاص جامعي يريد متابعته ، فهو صار في استطاعته إدارة ذكائه. مثلا يدرك أنه بارع في الرياضيات فيختار هذا المجال وينجح فيه بتفوّق. وحين يستمر الأهل والمدّرسون في متابعة التلميذ الفائق الذكاء فهم يساعدونه في تطوير ذكائه وبالتالي لن يكون مثل غيره، بل قد يصبح في المستقبل مخترعًا أو مميزًا في المجال الذي اختاره.
- دائمًا تربط العلامة المدرسية بذكاء الطفل وأنت تؤكدين أن لا علاقة بين العلامة المدرسية والذكاء، ولكن في النهاية العلامة المدرسية تهم الأهل خصوصًا في المرحلة الثانوية التي تهيئ للدخول الجامعي. هل التدابير التي تنصحين الأهل بها توصل التلميذ الفائق الذكاء إلى درجات عالية؟
طبعًا، إذا وضعوا استراتيجة تربوية تحفزه على التعلّم، سوف يركز في الصف ومن الطبيعي أن تكون النتيجة المدرسية عالية. إذا كان لديه الحماس والثقة بالنفس ويجد أن كل من حوله يهتم به في الصف والمنزل تصبح لديه لذة التعلّم، وتطوير ذكائه.
لذا لا يمكن أن نقول إنه ذكي رغم درجاته المتدنية أو رغم سلوكه السيئ في الصف، بل على الأهل والأساتذة أن يضعوا إستراتيجية ليكون سلوكه في الصف منسجمًا مع البرنامج. المهم أن يتأكد الأهل أن طفلهم فائق الذكاء كي لا يظلموا طفلاً ذكاؤه عادي.
- هناك بعض الأهل يدرسون طفلهم البرنامج المدرسي للسنة المقبلة لأنه فائق الذكاء، ما الأثر السلبي على التلميذ؟
لا يجوز مطلقًا أن يقوم الأهل بذلك،لأنهم سيواجهون مشكلة أكبر. فهو في الأساس يعرف أكثر من غيره، وفي إمكانه استيعاب كل ما يعطى له خلال العام المدرسي في15 ساعة. هذا ما أثبتته الدراسات. فإذا علموه البرنامج قبل أوانه فإنهم يعجّلون في تدمير ذكائه لأنه سيشعر بالملل في الصف وبالتالي يؤدي الأمر إلى رسوبه، في حين أن على الأهل خلال الإجازة أن يطوروا القدرات الاجتماعية والجسدية لطفلهم. كتحفيزه على الألعاب التي تستند إلى التفكير لأنها تجعله أمام تحدٍ، وهذا ما يحبه أصلاً.
المطلوب من الإدارة المدرسية
مرونة في البرامج التعليمية كالسماح بانتساب الطفل إلى المدرسة في سن مبكرة، وتجاوز الصف والانضمام إلى صف أعلى أو متابعة مقرر مدرسي أعلى. إخضاعه لبرامج خاصة تقوم على الآتي:
المطلوب من الأهل الذين لديهم طفل فائق الذكاء
أوّلاً تشخيص الحالة أي إخضاع الطفل لاختبار الـ IQ، ويكون ذلك عند اختصاصي.
تشجيع الطفل النابغة على مواجهة تحديات نفسه. مثلاً إذا كانت لديه موهبة الرسم يمكن الأم أن تقترح عليه أن يرسم لوحة لا مثيل لها بحسب رأيه، فهو بذلك يختبر قدرته على تحدي نفسه.
مساعدته في وضع معايير واقعية لنفسه. فمن المعروف أن الطفل النابغة يتوق إلى الكمال والقيام بأمور يصعب عليه تحقيقها في الواقع، ودور الأهل مساعدته في وضع توقعات أقرب إلى الواقع كي لا يصاب بالإحباط بسبب قصور الواقع أمام الإنجاز الذي يريد تحقيقه.
تشجيعه على القيام بنشاطات متنوّعة تثير اهتمامه، تمتص طاقته وتبلور قدراته.
إشراكه في نشاطات تتطلب عملاً جماعياً يساعده على التفاعل مع الآخرين. فمثلاً يمكن إلحاقه بفرقة كشفية فيها مختلف الأعمار.
مساعدته في استغلال طاقاته وقدراته الفكرية عن طريق تشجيعه على مساعدة غيره. فمثلاً إذا كان لديه شقيق ضعيف في مادة الرياضيات يمكن الأم أن تطلب منه مساعدته في فهم المادة، فهذا الأمر يشعره بالاكتفاء.
مساعدته في التحدّث عن مشاعره والتعبير عنها.
مساعدته في تفهّم نظرة الآخرين إليه. فمن المعروف أن الطفل النابغة يواجه صعوبة في علاقاته الاجتماعية وغالباً ما يشعر بنبذ الآخرين له، مما يصيبه بالإحباط. لذا على الأم أن تشرح له الأمر كأن تقول له أنهم لا ينسجمون معه لأنه لا يحب القيام بالأمور التي يفعلونها أو لأن اهتماماتهم تختلف عن اهتماماته.
تشجيعه على المشاركة في اتخاذ القرارات. فمثلاً إذا أراد الأهل تمضية عطلة أسبوعية خارج المدينة يمكن الأخذ برأيه وإشراكه في اتخاذ قرار الذهاب أم لا.
منحه فرصة لعب دور الراشد. مثلاً الطلب منه القيام بمهمات تتطلب مسؤولية معيّنة.
مساعدته في إدراك أن الفشل خطوة نحو النجاح. فالفشل عند الطفل العبقري قد يؤدي إلى شعور بالإحباط مما يضعف تقديره لذاته. لذا على الأم أن تشرح له أنه ليس في إمكان الإنسان عموماً النجاح من المحاولة الأولى وعليه تكرار المحاولات لتخطي العقبات وتحقيق النجاح المنشود.
توفير المراجع والكتب وكل وسائل المعرفة التي تُشبع فضوله ونهمه إلى المعرفة.
دراسة علمية Paradoxal sleeping
أثبتت دراسات علم النفس الخاصة بالأعصاب أن نوم الـ Paradoxal sleeping ، أي الجزء الفكري في النوم حين يبرمج لاوعي الإنسان كل المعلومات التي تلقاها الوعي خلال اليوم، أن مرحلة تنظيم الأفكار والمعلومات نسبتها عالية جدًا عند الأطفال الفائقي الذكاء ، ووجدوا أن دماغ هذا الطفل لديه قدرة عالية على المرونة، و أن الانتقال بين أعصاب الدماغ سريع لذا لديه قدرة عالية على تلقي المعلومات وإعطاء الكثير منها ليس فقط من ناحية الكم ولكن أيضًا لجهة النوعية، فهو يفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين، أي أن قدراته البيولوجية تساعده في أن يكون حاد الذكاء.
المصدر