نعلم أبناءنا الفساد!!
بقلم : نواف عبدالمجيد 2012-05-29 8 /7 /1433 �
تحت بند المشاركة يمنح المعلم الطالب درجات لا يستحقها بمستواه الدراسي ولكنه (اغتصبها) بماله، أو تم شراؤها بوسيلة تعليمية، أو مجلة حائط، أو أقلام للسبورة، أو أدوات أو أجهزة للمعامل، أو ربما تكون أدوات تنظيف للمدرسة، أو شتلات زراعية للفناء، وربما سجادًا للصلاة، أو كرة قدم لمعلم التربية الرياضية، أشياء كثيرة عينية، وربما تصل أن تكون سيولة مادية على شكل «قطة» لتجميل الفصل أو تزيين الممرات أو توفير بعض النواقص في مستودع المدرسة.
كل ذلك يا سادة هو تعليم للنشء بأدوات الفساد ومهاراته هو فساد إداري ومالي، فساد تعليمي ومنهجي يتعلم من خلاله الطالب أن يكتسب درجات، ومكانة، وتقديرًا بطرق غير مشروعة دينًا ونظامًا وأدبًا، فكيف بمعلم أجيال أن يفعل بقصد أو بدون قصد ما يشرخ أخلاقيات المهنة ويشوه أهدافها وجمال رسالتها ويزرع بذور الفساد في أجيال أولى بها أن تتعلم مكافحته بدلا من أن تتعلم وسائله وطرقه الملتوية، كيف بإدارة مدرسة أن تسوق وتبارك وتشجع وسائل بديلة لاكتساب الحق المشروع، كيف نشاهد مخرجات تعليمنا وقد شرعت ما حلله لها القدوة في المدرسة دون أن تكون هناك بادرة تصحيح ومعالجة ونظام حازم يضع النقاط على الحروف ويعاقب من يفعل, بل يحيله للتحقيق، فهي وإن كانت ريالات قليلة مقابل درجات أقل إلا أن تأثيرها ومفعولها يعادل فسادًا يزهق الأرواح ويبذر المليارات، من يعلم طفلًا الرشوة بطريقة أو بأخرى ليس جديرًا بالتربية والتعليم ومن يبرر الفكرة بقوله (مساعدة للطالب) فهو لا يساعده بل هو يهدم بناء وطن ويفسد عقول شباب يعول عليهم الوطن، فكيف تحول المعلم من شمعة تحترق لتنير للآخرين إلى معول هدم دون علم ودون دراية من القائمين على رسم خطوط التربية والتعليم.
تعلمنا منذ سنوات التعليم الأولى أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
وتعلمنا ومازالت أجيال منا تتعلم أنه لا بأس أن تدفع قليلا من أجل أن تكسب شيئًا لا تتعب في تحصيله كثيرًا، وذاك ليس رشوة لأن الأمر بسيط في نظرهم فهو بضع درجات وبضعة ريالات، وللأسف هنا الكارثة.