شذرات ونثرات لغوية

شذرات ونثرات لغوية

بَادِئَ ذِي بَدْءٍ .....
المعنى.... أوّلاً و قبل كل شئ...
(بَادِئَ ) مفعول فيه منصوب بالفتحة..و الظرف متعلّق بخبر محذوف لمبتدأمحذوف تقديره.....كلامي كائنٌ مقدّمٌ قبل كل شئ...كقول القائل....
(أيها الأخوة الكرام :بادئ ذي بدء حسن الظن باالله ثمن الجنة)
و يقابلها في اللغة الانجليزية....First of all
flower

نسمع كثيراً عبارة ....(أخيراً و ليس أخِراً)
قالوا في معناها...
عندما يضطرُّ المتحدّث إلى انهاء حديثه في موضوع واسع و متشابك فإنّه يقول هذه العبارة و المقصود هو أنّ هذا نهاية قولي في هذا الموضوع الكبير و ليس نهاية للموضع في حدّ ذاته..
...بمعنى (أخِر الكلام لكن ليس أخِر الموضوع)
أمّا عن ترجمة هذه العبارة إلى (Last But Not Least)...فقيل أنّها ليست ترجمة دقيقة لها حيث معناها (الأخير ترتيبا و ليس الأقل قيمة)....
flower

سألَ أحدُهُم.............بِمَـــــــــــــــــــا توصيني يا شيخ؟
فأجاب...........أوصيك بتقوى الله...و بحذف الألف من (مـــــا)
المعنى....أنّ السؤال خطأ و كان من الواجب و الصحيح أن يقول في سؤاله .......(بِـِــمَ) توصيني يا شيخ؟
السبب....لأنّ (ما) الاستفهامية يُحْذَفُ ألفُها عند دخول حرف الجر عليها
أمثلة على ذلك..قوله تعالى... (عَمَّ) يَتَسَاءَلُونَ

وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ (بِمَ) يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ (لِمَ) تُؤْذُونَنِي
flower

الكثير من الناس يقع في الخطأ عندما يكتب كلمة نهايتها تاء مربوطة (ـــــة) و يكتبها بتاء مفتوحة (ت) مثلا يكتب (قدرت الله)و هذا خطأ و الصحيح (قدرة الله).................
و يمكن تمييز ذلك كالتالي...
انطق الكلمة مفردة بدون اضافة فمثلا كلمة.....(قدرة) فاذا و قفت عليها بهاء في حالة السكون تكون نهايتها تاء مربوطة (ـــة)
امثلة على ذلك كلمة (ربّه) نهايتها هاء عند الوقف.... ربةُ بيت...... و خطا أن نكتب (ربت بيت).........و هكذا.....
flower

قال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
لاحظ رعاك الله كلمة.... (تُطَهِّرُهُمْ )
جاء الفعل المضارع مرفوعاً و لم يأت مجزوماً .....لماذا؟
لأنّه ليس جواباً للطلب (خُذْ) كما يتبادر إلى الذهن في الوهلة الأولى.....
و انما جملة (تُطَهِّرُهُمْ ) في محل نصب نعت لــ (صَدَقَةً)
فيكون المعنى خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً مُطَهِّرَةً لهم ...
flower

لا مفرّ من النحــــــــــــــــو.....
قال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
ركّز أخي القارئ على لفظ الجلالة (اللَّهَ)منصوب لأنّه مفعول به مقدّم
و لفظ (الْعُلَمَاءُ) مرفوع لأنّه فاعل مؤخّر و لو قرأت العكس أيّ برفع لفظ الجلالة (الله) و نصب (العلماء) لكان خطأً عظيماً و اصبح المعنى أن الله يخشى العلماء و تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا..........و المعنى الصحيح....
قال ابن كثير : أي "إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به، لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديم أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر."
flower

هل تلاحظ فرقاً بين الجملتين التاليتين:
1- لا تدْنُ مِنَ الأسـَــــدِ تسْــلَمْ.
2- لا تدْنُ مِنَ الأسـَــــدِ يأكُلُك.
في الجملة الأولى لاحظ أنّ (سلامتك) ناتجة عن عدم دُنُوّكَ من الأسد و بالتالي من الضروري أن تكون مجزومة لأنّها وقعت جواب الطّلب (لا تدْنُ )و عليه كان الفعل(تسْــلَمْ مجزوم بالسكون).
و أمّا في الثانية لاحظ أنّ (يأكُلُك) ليس ناتج عن عدم دُنُوّكَ من الأسد و بالتالي من الضروري أن تكون غير مجزومة لأنّها ليست جواب الطّلب و عليه كان الفعل.......... (يأكُلُك مرفوع بالضمّة الظاهرة).
الفيصـل في ذلك كلّه....أدخل على الجملة (إنْ) فإذا صحّ المعنى (فاجزم الفعل على أنّه جواب الطلب) نحو ( إنْ لا تدْنُ مِنَ الأسـَــــدِ تسْــلَمْ) و إذا لم يصح المعنى فلا تجزم لأنّه ليس جواب للطلب نحو (إنْ لا تدْنُ مِنَ الأسـَــــدِ يأكُلُك)...و يتجلّى هذا التفصيل الجميل في الآية (و لا تمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ).....لغتنا العربيّة جميلـــــــــــ(لا تهملوها)ــة
flower

تكلّم رجل أمام (نحويّ) فقال (جُرِحَتْ قدميَّ) قال له النحوي قل (قدماي) فاسترسل الرجل في حديثه قائلاً (جُرِحَتْ قدماي َو انتقل الورم إلى ركبتايَ) قال له النحوي قل (ركبتيَّ) فقطع الرجل حكايته و انصرف قائلاً (ما ألمي هذا أشدُّ من نحوك هذا)
الشرح
1- (قدميَّ )خطأ لأن موقعها نائب فاعل مرفوع بالأف لأنه مثنى و حُذفت النون للإضافة. فالصحيح أن يقول (قدمايَ)
2- (ركبتايَ) خطأ لأن موقعها اسم مجرور بالياء لأنه مثنى و حذفت النون للإضافة فالصحيح أن يقول (ركبتيَّ).
flower

قالت ابنة أبو الاسود الدؤلي(عمر بن ظالم) .... ما أجملُ السماءِ؟...رد ابوها قائلاً....النجوم....قالت يا ابت أنا اتعجب من جمال السماء و لا أسال.....قال لها اذن افتحي فاك....أي قولي (أجملَ) بدلا من (أجملُ) و قولي (السماءَ) بدلا من (السماءِ)
فالجملة التي نطقت بها تدل على سؤال (ما استفهامية مبنية على السكون في محل مبتدأ و أجمل خبره مرفوع بالضمة و هو مضاف و السماء مضاف إليه مجرور بالكسرة و تقدير الكلام (ما هو اجمل شئ في السماء)
و اما الثانية و هى جملة التعجب (ما نكرة مقصودة بمعنى شئ ما مبتدأ و أجملَ فعل ماضي للتعجب مبني على الفتح و فاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو و السماءَ مفعول به منصوب و الجملة الفعلية خبر للمبتدأ (ما)
.......كلام معقّد بعض الشئ غير أن الحياة بدونه أشدُّ تعقيدا...
flower

ذهب اعرابي إلى خطيبته و كان يركب حمارا بطئ فقال...نعم السيْرُ على بئس العيْرُ....فجعلت هذه العبارة البسيطة جدالا كبيرا بين البصريين و الكوفيين (هل نعم و بئس اسماء أم افعال) فحرف الجر لا يدخل على الافعال بل على الاسماء فقط و بهذا استبعد احد الفريقين أن تكون (يئس و نعم أفعال لدخول حرف الجر) و أما الفريق الأخر فقال انهما (افعال)ودخول حرف الجر مؤّل و معنى العبارة (نعم السيْرُ على عيْر مقول فيه بئس العيْرُ)
flower

قال تبارك و تعالى في محكم اياته ?إنّ اللهَ بريءٌ من المشركين ورسولُه?
1- يمنع على القارئ أن يقرأ (رسوله) مجرورة بالكسرة و إلا وقع في اثم كبير لأنه بذلك قرأ (أن الله برئ من الاثنين المشركين و الرسول )...فهل هكذا قرآن؟
2- وجاز أن يقرأها (رسولُه) بالضمة على أنها مبتدأ لخبر محذوف تقديره (برئ) و يكون المعنى أن الله برئ من المشركين و الرسول برئ من المشركين ايضاُ.
3- وجاز أن يقرأها (رسولَه) بالفتحة على أنها معطوف على اسم (إن) و هو لفظ الجلالة (الله) و يكون المعنى أن الله و رسوله كل منهما برئ من المشركين......
flower

قال تعالى في محكم اياته الكريمة المباركة (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا)
(كلمةَ الذين كفروا) مفعول به للفعل جعل منصوب فكلمتهم كانت عليا و جعلها الله سفلى.
بينما (كلمةُ الله) ليس لها علاقة بالفعل جعل فهي (مبتدأ مرفوع و خبره جملة هي العليا) و دلالة ذلك أن كلمة الله كانت عليا و الان عليا وستبقى عليا إلى ابد الابدين و من يقرأها بالفتحة فقد ارتكب خطأ كبير........
flower

يقول المولى عز و جل في محكم أياته الكريمة في سورة الذاريات (هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ قوم منكرون) يقول بعض المفسرين أن (سلاما) الأولى منصوبة فهي مقول القول و على ذلك تكون الجملة فعلية و أما (سلام) الثانية فهي مرفوعة على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره (أمري) و بهذا يكون رد سيدنا ابراهيم (جملة اسمية تفيد الديمومة و الاستمرارية ) أفضل من قول ضيف ابراهيم (جملة فعلية) الأمر الذي يوافق (و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فسيدنا ابراهيم عليه السلام حيّ بأحسن منها ...
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مصادر