قصة زكية وعطية

زكية وعطية

يُحكى أنه في إحدى القُرى كانت فتاة جميلة ولكنها بلهاء وكانت شديدة الغباء وكان إسمها (زكية) . زكية لم يعد أحد يتقدم لخِطبتها كون أهل قريتها جميعاً أصبحوا يعرفوا حالتها . بالمقابل وفي قرية مجاورة لقرية زكية كان هناك شاب وسيم إسمه (عطية) وكان هو الأخر أبله وشديد الغباء مثله مثل زكية لكنه بالإضافة لذلك كان أهتر ويتأتىء في الكلام .
في أحد الأيام وبينما كان الدوّاج (خنيفر) يعرض بضاعته في قرية عطية وإذ بعطية ووالده وقد إقتربا من خنيفر وبعد السلام والكلام قال الدوّاج خنيفر لوالد عطية : يا أبو عطية ما تجوز هالولد مش أحسن ما تظلك حاطة تحت أباطك وداير بيه من قُرنة لقُرنة . فيرد عليه أبو عطية قائلاً : على واه لكن يا أخوي يا خنيفر هاظا أنت شايف حالته ومن هي إللي بدها تقبل بيه . فيقول خنيفر لأبو عطية : واللي بلاقيلك عروس لعطية تلايمة وتقبل بيه ؟ فيجيبه والد عطية : يا خنيفر خوف الله عليك حم رفيع (حم رفيع .. كناية عن تشتيت بالكلام ) مالك بتخبص ! سولف غير هالسالفة ,أي إذا البنت قبلت أهلها أبقبلوش , مهو الولد لا بعرف يسولف ولا يتصخم وشلون بدهم يقبلوا بيه ؟
خنيفر لم يستسلم بل على العكس إقترب من أبو عطية وقال له : إسمع تا أحتشيلك بالقرية إللي بحذاكوا بي بنت حلوة مثل القمر لكنها مثل حتشايت إبنك عطية بس للأمانة ما بتهتور بالحتشي ها وشو قلت ؟
تم إقناع أبو عطية بالموضوع وتكفل الدوّاج خنيفر بأن يكون همزة الوصل ما بين أهل عطية وأهل زكية مع مراعاة عدم ذكر عيوب عطية لأهل زكية خوفاً من الرفض . ومن المفارقات المضحكة أن أهل عطية أقنعوه بأن لا ينطق بكلمة أو حرف أثنا طلب العروس ريثما ينتهوا من عقد القران وكذلك الحال كان مع أهل زكية .
فعلاً تم عقد القران وراحت أصوات الأغاني والمهاهاة تملأ طرقات قرية زكية أثناء زفتها لبيت الزوجية , إلا أن بعض الفتية من أقارب العروس زكية ومن باب الخباثة راحوا يغنوا ويقولوا
" ظحكنا عليكوا بزكيييييية .... وظحكنا عليكوا بزكيييييية " .
ليأتي الرد سريعاً من أقارب عطية وعلى نفس اللحن حيث غنوا وقالوا
" تا تشوفوا عطيييييية .... وتا يحتشي عطييييييييية "
قصة طريفة , أكانت حقيقة أم من نسج الخيال لا يهم المهم زي ما بقولوا طنجرة ولقت غطاها . ربما سيُعاني كل من عطية وزوجته زكية ولكن بوجود أهليهما من حولهما وبمتابعتهما اللصيقة والحثيثة سيتجاوزان كثير من الصعوبات والمُعيقات .
لكن يا ترى ما رأيكم فيما يُصادفنا من صعوبات ومُعيقات في حياتنا اليومية ونحن بكامل قوانا العقلية والبدنية والتي بعضها ما تكون بسبب أشخاص يُفترض أنهم على درجة عالية من العلم والمعرفة , يعني لا هم مثل عطية ولا مثل زكية .