تمثل العلاقة بين المدرسين والآباء عنصرًا قويا للغاية في نجاح الطالب. بالرغم من ذلك, يمر العام الدراسى بدون قيام العديد من الاَباء بمحاولة التواصل مع المدرس أو إدراك ما الذى يجب عليهم فعله أو تجنبه على مدار معظم العام. لذلك، توجهنا مباشرة إلى المصدر وتحدثنا مع معلم على استعداد تام للكشف عن ذلك الأمر برمته. وكان لقاؤلنا مع الأستاذة ستاسى نيلسون, معلمة الصف الثالث الابتدائي والتربوية الناجحة في ولاية تينيسى, وقد تحدثت بالنيابة عن المعلمين في جميع أنحاء البلاد.
أكدت نيلسون على عدة أشياء يرغب المعلم في أن يدركها الآباء قبل إرسال أطفالهم إلى المدرسة. وتضمن ذلك ثلاث نقاط عامة: احترام المعلم, المتابعة معه والانخراط في العملية، والتنظيم.
احتــرام المعلــم
· تذكر دائمًا أن المعلم بجانبك وأنه يعتنى حقًا بأطفالك ويريدهم دومًا ناجحين. وتعلل نيلسون ذلك الأمر قائلة: «نجاح الطفل هو نجاح لنا», فإذا اتصل المعلم الخاص بأولادك بك بخصوص مشكلة ما أو أمر حدث في المدرسة, فاعلم أنه يحاول التنسيق معك من أجل الحيلولة دون نشوء أي صراع قد يعوق مسيرة نجاح طفلك، وتذكر دائمًا أنكم جميعًا في مركب واحد أو أعضاء في نفس الفريق.
· ثق في المعلومات التي ترد إليك أو يزودك بها المعلم. وتذكر أن الطفل إذا كان لا يأتي أو لا يظهر سلوكًا معينًا في المنزل فهذا لايعنى أنه لا يظهره في الفصل. ولذلك, إن قام المدرس بإعطاء تقرير عن سلوك معين لم تره من طفلك من قبل, فلا تتسرع في قول: «حسنًا, لم أره يفعل ذلك قط». إن بيئة الفصل تختلف تمامًا عن بيئة المنزل, وفى أحيان كثيرة, يتصرف الأطفال على نحو مختلف عند إجبارهم على اتباع القواعد والعمل مع نظرائهم. ومن ثم، يجب عليك أن تنصت لما يريد أن يقوله المعلم، وعليك أن تتعاون معه/معها للوصول إلى الحل.
· لا تحضر اجتماعًا بدون إعلان مسبق. وإذا أردت مقابلة المعلم لمناقشة قضية ما أو الدردشة بشأن أمر يخص طفلك, فهذا بلا شك أمر رائع للغاية، ولكن لا تذهب إلى المدرسة بدون سابق إنذار. وعوضًا عن ذلك, قم بتحديد ميعاد للمقابلة، علمًا بأن مثل هذا التصرف لا يكشف فقط عن احترامك لوقت المعلم, بل يمنح المعلم أو المعلمة أيضًا الوقت الكافي للإعداد للمقابلة وتزويدك بكل ما تحتاج إلى معرفته من معلومات.
· لا تحاول تخطي المعلم. فإذا كان لديك خلاف أو قضية ما مع المعلم, أو تخص طفلك, أو أمر يتعلق بمادة دراسية أو ما يدور بالفصل بوجه عام, قم بالتحدث مباشرة مع المعلم قبل التوجه إلى المدير أو أى مسئول إدارى اَخر. وتقول الأستاذة ستاسى نيلسون: «في خمسة وتسعين بالمائة من الأحيان, يمكن تسوية المشكلة بين المعلم والوالد من خلال مكالمة تليفونية بسيطة».
المتــابعــة
· تابع الكشاكيل (الأجندات) والكراسات الخاصة بطفلك وملفات الواجبات المدرسية التي يحضرها معه كل ليلة. ووفقًا لجمعية الآباء والمعلمين الوطنية, فإن التحدث مع أطفالك هو أحد العناصر الحساسة للغاية للتربية الصحية. وتوافق نيلسون على هذا الرأي قائلة: «الاتصال أمر ضروري». فهذا لا يساعدك فقط على الاطلاع دائمًا على كل ما هو جديد ويدور في الفصل, ولكنه يبين لطفلك بأنك تتحرى كل ما يتعلق به.
· قم بمراجعة واجب طفلك المنزلي بانتظام، ولكن لا تقم بحله بدلاً منه! فمن المهم أن تقوم بمراجعة الواجب المنزلي الخاص بطفلك, ولكن إذا كانت إجابته خاطئة، فاجتهد في مساعدته على فهم وتصحيح الخطأ. وفي هذا الصدد، تقول نيلسون: «يرجى عدم إخبار طفلك بالإجابة الصحيحة, فهذا من شأنه أن يهدم الهدف المقصود من الواجب المنزلي!».
· اهتم بقضايا السلوك في المنزل. تقول نيلسون: «لا يستمتع الأطفال بالطبع بالوقوع في مشاكل، ولهذا فعندما يعودون إلى المنزل، ويخبرونك كم كان المدرس فظا معهم, ضع في الحسبان أنهم ربما يخبرونك القصة على نحو لا يعرضهم للعقاب. فإذا حدث ذلك, حاول أن تبلغ كبد الحقيقة، وتكشف الحقائق حتى يتسنى لك معالجتها».
· رتب لقاء مفتوحا بالبيت. إن العلاقة الطيبة بين المدرسين والآباء تؤدي إلى قيام علاقة طيبة بين المدرسين والطلاب, ولهذا لا تهمل الذهاب إلى هناك! تقول ستاسي نيلسون: «في الماضى, كان لدي آباء أو أولياء أمور لم ألتق بهم بمنتهى الأمانة مطلقًا طوال عام دراسي كامل، ويالها من حقيقة محزنة! استغل البيت لعقد لقاء مفتوح تتعرف خلاله على المدرس, وقم بطرح الأسئلة التي تعن لك, واكشف عن التوقعات التي تتخيلها, وحاول تناول المشاكل واكتشف مايدور بداخل الفصل، ولا تنس أن تطرح الأسئلة الهامة أولًا قبل أن ينفد الوقت.
التنظيـم
· احرص على وضع روتين منتظم كل ليلة. يتضمن ذلك قيام الأطفال بتجهيز حقائبهم المدرسية في الليلة السابقة, للتأكد من وجود كل مايحتاجونه للمدرسة في اليوم التالي. تقول نيلسون: «إن أول ما يخبرني به الأطفال هو: قمت بأداء الواجب المدرسى, ولكنى نسيته فوق المنضدة». ومن شأن اتباع نظام (روتين) مسائي بسيط أن يمنع وقوع مثل تلك الأحداث، ويمنع الأطفال من الشعور بحالة من الاندفاع والتعجل أو عدم التنظيم في الصباح.
· اعمل على إنهاء الفوضى وعدم الترتيب في المنزل. لو أن الحياة في المنزل غير منظمة, فمن الممكن أن يلقي هذا بتأثيره أو ظلاله على الفصل، الأمر الذي يجعل عملية التعلم صعبة بالنسبة للطفل. تقول نيلسون: «عندما يسير الطفل في فصلي, أستطيع من خلال إلقاء نظرة على وجهه أن أعرف كيف كان صباحه وكيف سيكون يومه». فالأشياء البسيطة مثل الحفاظ على المنزل مرتبًا, ومكتب أداء الواجب المنزلى منظمًا، ونظافة غرفة النوم, تجعل الطفل يشعر بالاستعداد والتركيز طوال اليوم.
الكاتـب: ليزا كابريتو / المصـدر: Oprah.com