أهم الظواهر الفلكية الفريدة المتوقع حدوثها هذا العام
كتبه: أندرو فازيكاس ـ لناشيونال جيوغرافيك
صورة توضيحية من وكالة الفضاء الأوربية، ووكالة ناسا، ومرصد SOHO الفلكي
سيكون عبور عطارد عبر الشمس في مايو هو أكبر حدث فلكي لعام 2016.. في تلك الصورة يمكنك رؤية ظل كوكب عطارد في مراحل مروره أمام الشمس في عام 2006.
سيكون العام الحالي زاخرًا بالروائع الفلكية؛ فهو عام سيُذكر دائمًا بحدوث اقتراب مريخي من الأرض واختفائه داخل إحدى السحب الترابية!
في مايو، سيكون المريخ أكبر حجمًا وأكثر لمعانًا عن أي وقت آخر، ثم يأتي الخريف ليظهر المريخ وهو يمر بالقرب من غمامة أو سديم مشهور.. وفي مشهد بديع آخر سنرى كوكب عطارد الضئيل وهو يمر من أمام قرص الشمس؛ ليظهر كنقطة سوداء في وجه الشمس المتوهجة.
وفيما يلي سنعرض ملخصًا لهذا، وغيرها من الأحداث الفلكية الرائعة التي ستحدث خلال هذا العام:
كسوف كليّ للشمس – 8 مارس
تتعرض الشمس في ذلك اليوم لأكبر حدث اختفاء في عالم الأجرام السماوية على الإطلاق؛ إذ تشهد كسوفًا كليًّا وذلك عندما يمر القمر أمامها مباشرة ليغطيها بالكامل.. وسوف يستمر الكسوف الكلي لمدة 4 دقائق، كما سيشاهده كل من يعيش داخل الشريط الضيق الذي يقع في جنوب شرق آسيا، وتحديدًا من إندونيسيا حتى غرب المحيط الهادي.
أما الكسوف الجزئي للشمس، وهو ظهور جزء صغير فقط منها، فسوف يُرى في مناطق أكبر من الكسوف الكليّ؛ مثل قارتي آسيا وأستراليا بأكملهما، وجزر الإقيانوسيا.
صورة توضيحية من أندرو فازيكاس
[rtl]بعد حلول الظلام ليوم 24أغسطس، سيلفت نظرك إذا نظرت إلى السماء وجود ثلاثة أجسام لامعة مصطفة على خط واحد، هي: زحل والمريخ ونجم “قلب العقرب” الموجود بكوكبة العقرب.
[/rtl]
[rtl][b]
زخَّات شُهب “دلو إتا أو eta aquarid“- 6 مايو[/b][/rtl]
من المؤسف أن كثيرًا من زخّات الشهب السنوية الكبرى ستكون غير واضحة وباهتة بفعل نور القمر الساطع حينها، إلا أن الآمال تتعلق بالتمكُّن من رؤية زخّات شهب “Eta aquarid” الكثيفة والمُبهرة.
من ليلة 6 مايو حتى الساعات التي ما قبل فجر يوم 7 مايو، من المتوقع أن يُمطر الغلاف الجوي بحطام مذنب هالي الشهير وهو غبار كثيف تكون حباته في حجم حبة الرمل.. ويتزامن نزول تلك الزخّات في هذا العام مع بداية تكوُّن قمر جديد، وبالتالي ستكون السماء مظلمة بما يكفي لمراقبي السماء؛ حتى يتمكنوا من رؤية ورصد كل الشهب المتألقة – حتى أضعفها – وهي تسقط فوق الأرض.. وسوف يصل مُعدل الشهب في الزخة الواحدة في نصف الكرة الشمالي المظلم نحو 30 شهابًا في الساعة الواحدة، أما البلاد الواقعة في نصف الكرة الجنوبي فستشهد هبوط نحو 60 شهابًا في الزخة الواحدة كل ساعة.
عبور عطارد أمام الشمس – 9 مايو عطارد أمام قرص الشمس للمرة الأولى منذ عشر سنوات، وسيستغرق الكوكب الذي سيبدو كنقطة سوداء حوالي 7 ساعات ليُكمل عبوره حول قرص الشمس، منذ 11:12 (بتوقيت جرينتش) حتى 18:42 (بتوقيت جرينتش).. وفي هذا الوقت من العام، سيكون الطقس ملائمًا لرؤية ذلك العبور كاملًا من معظم الأمريكتين وأوربا الغربية، وجزئيًّا من معظم إفريقيا وأجزاء من آسيا.. ولسوء الحظ، لن يتمكن سكان شرق آسيا وأستراليا من مشاهدة هذا العبور؛ لأنه سيكون ليلًا هناك في ذاك الوقت.. وسيمر الكوكب الأقرب للشمس بين الأرض والشمس، وهو ما سيحجب 1\150 فقط من قرص الشمس، ويمكنك استخدام تلسكوب مُجهز بفلتر شمسي صغير لرؤية العبور بشكل آمن.
صورة توضيحية لأندرو فازيكاس
[rtl]استخدم أي منظار أو تلسكوب، وابحث عن ذلك الالتقاء المذهل بين اثنين من ألمع الكواكب في السماء، وسترى كيف يظهران متوحديْن مع وهج الشمس عند الغروب
[/rtl]
[rtl]
اصطفاف الكواكب -23 أغسطس
بعد حلول ظلام يومي 23، 24 أغسطس، سيتم اصطفاف اثنين من ألمع الكواكب التي يمكنك رؤيتها بالعين المجردة في السماء، وهما زحل والمريخ ـ جنبًا إلى جنب ـ مع نجم “قلب العقرب” وهو النجم الرائد في “كوكبة العقرب“.. وستكون المنافسة شديدة، خاصةً بين المريخ بألوانه البرتقالية الحمراء ومنافسه نجم قلب العقرب، وهو ما سيكون مشهدًا جذابًا ومبهرًا، وستشكل الأجسام الكونية الثلاثة اصطفافًا عموديًّا منخفضًا وواضحًا في سماء ليل المنطقة الجنوبية الغربية، وستظهر ضمن حيز الرؤية من أي مِنظار أو تلسكوب.[/rtl]
التقاء الزهرة بالمشترى – 27أغسطس[
عند غروب شمس يوم 27 أغسطس 2016، سيلتقي اثنان من ألمع الأجرام السماوية بعد الشمس والقمر في أقرب نقطة لهما في السماء.
صورة توضيحية لأندرو فازيكاس
في 28 سبتمبر، سيجاور الكوكب الأحمر سديم لاجون – أحد أجمل الكنوز الموجودة في سماء الليل
سيظهر الكوكبان المتجاوران في اتصال وثيق بينهما عند نقطة منخفضة جدًّا في السماء الغربية لا يفصلهما عن بعض سوى 10 دقائق قوسية؛ أي ما يُعادل حجم ثلث قطر قرص القمر فقط.. ولأن تلك الظاهرة تحدث في الأفق القريب من الأرض سيتعارض لمعان هذا الالتقاط العظيم مع نور القمر الساطع؛ لذا سيكون النظر من التلسكوبات والمناظير أكثر إمتاعًا ووضوحًا.
سديم لاجون مع المريخ – 28 سبتمبر
في وقت سابق من العام، يكون المريخ قد وصل لأكبر حجم له في سماء الأرض، كما أنه سيكون أكثر لمعانًا من أي وقت آخر.. أما في أواخر مايو وأوائل يونية فسيظهر ـ إلى حد كبير ـ داخل واحدة من أشهر السحب الترابية والغازية الواقعة بين النجوم.. وبمجرد حلول ظلام يوم 28 سبتمبر، سيظهر الكوكب الأحمر ليصبح علامة مميزة لتعقُّب سديم اللاجون أو سديم البحيرة الذي يبعد عن الأرض بمقدار 4 آلاف سنة ضوئية.
سيقترب المريخ من سديم اللاجون ولن يفصلهما سوى درجة واحدة فقط، وهو ما يجعلهما داخل نطاق الرؤية نفسه من أي تلسكوب أو منظار، وبالتأكيد ستكون فرصة رائعة لالتقاط صورة مميزة لهما.
المصدر