كيف يُضحِّي المُشتري بنفسه لحماية عائلته الشمسية؟!
بقلم: أندرو فازيكاس
صورة ضوئية لأحد المذنبات أو الكويكبات وهو على وشك الاصطدام بالكوكب العملاق
الصورة تابعة لوكالة ناسا- مختبر الدفع النفَّاث- جامعة أريزونا [rtl] في بعض الأحيان، يكون كوكب المشتري بمثابة درع واقية للأرض؛ حيث تعمل جاذبيته على ابتلاع الصخور الفضائية الحرة، إلا أنه من آنٍ لآخر قد يقذف كوكب الأرض بعضًا من المذنبات والكويكبات أيضًا![/rtl]
[rtl]
يبدو وكأن المُشتري كوكب عاشق للعمل الشاق![/rtl]
[rtl]
في 17 مارس2016، تلقَّى الكوكب الغازي العملاق ضرباتٍ من بعض الصخور الفضائية المُسرعة في نفس اللحظة التي تصادف فيها رصد مراقبي السماء مشهد الارتطام العظيم.[/rtl]
[rtl]كان هذا المشهد هو الأخير في سلسلة من الاصطدامات التي تم رصدها في كوكب المشتري؛ إذ رصد علماء الفلك الهواة اصطدامات مماثلة في 2009، 2010، 2012.. وقبل الارتطام الأخير، كان يُعتقد أن حوادث الاصطدام بكوكب المُشتري شديدة الندرة، باستثناء ذلك التصادم المذهل الشهير مع مذنب شوميكر- ليفي9 الذي وقع عام 1994.[/rtl]
[rtl] لكن مؤخرًا بدأ يُعتقد في احتمالية كون المشتري؛ إمَّا درعًا واقية للأرض يقوم بامتصاص الصخور الفضائية قبل وصولها إلينا، وإما مِقلاعًا يستقبل بعض الصدمات، إلا أنه في الوقت نفسه يقذف نحونا المُذنبات والكويكبات، وربما بما في ذلك تلك الصخور التي جلبت معها قديمًا عوامل الحياة على سطح الأرض.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl] بالصُّدفة البحتة، قام اثنان من الفلكيين الهواة من النمسا وإيرلندا بتصوير مقطع فيديو للتصادم الأخير الذي يظهر فيه كومضة ضوئية خفيفة على حافة سطح الكوكب المستدير.. ومن غير الواضح إذا ما كان الجسم المصطدِم نيزكًا أو مُذنبًا قامت جاذبية الكوكب العملاقة بامتصاصه، وأيًّا كانت ماهيته؛ فقد قدَّر عالم الفلك “فيل بليت” قُطر ذلك الجسم بكونه لا يزيد على بضعة عشرات من الأمتار، وذلك وَفقًا للحجم المرئي من الانفجار الحادث.[/rtl]
[rtl] يمكن لبعض المراصد المهمة والمشهورة كتلسكوب هابل الفضائي أن تُستخدم في إجراء المزيد من التحقيق والبحث إذا ما عثر علماء الفلك بعد الاصطدام على بقعة سوداء عبر قمم سحب المشتري التي هي إشارة على تكوُّن السخام (سواد الدخان) الناتج عن سخونة الغِلاف الجوي الشديدة أثناء الانفجار، إلا أنه لم يتم رصد ذلك حتى الآن.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]درع ضد الصدمات أم مصدر لها؟[/rtl]
[rtl] في الوقت الذي بدأ يعتقد فيه العلماء بشيوع التصادمات في نظام جوفيان (النظام الخاص بكوكب المشتري)، إلا أنه لا تزال هناك تساؤلات حول صحة النظرية الشهيرة التي تُرجح كون المشتري حاميًا للأرض، يقوم بكنس المذنبات والكويكبات الخطيرة بعيدًا قبل وصولها إلينا.[/rtl]
[rtl] وفي دراسة حديثة نُشرت قبل بضعة أشهر في مجلة علم الأحياء الفلكي، تمت الإشارة إلى أن العكس من ذلك هو ما يكون صحيحًا؛ إذ أظهرت نماذج للكمبيوتر أنه في الوقت الذي ربما يبتلع فيه المشتري وزحل بعض الأجسام الفضائية من حولهما يمكنهما أيضًا إطلاق بعض المذنبات والكويكبات الشاردة إلى النظام الشمسي الداخلي (عطارد والزُهرة والأرض والمريخ) وإرسال البعض منها نحو المدار الأرضي.. وفي الوقت ذاته، تُظهر المحاكاة أن المركبات العضوية المهمة لتطوّر الحياة ربما قد تم انتقالها إلى الأرض قبل مليارات السنين من خلال الصخور الفضائية التي أرسلها أيٌّ من هذين الكوكبين العملاقين.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]انظر بنفسك[/rtl]
[rtl] تتطلب رؤية مثل تلك النوعية من الارتطامات إلى تلسكوب كبير مزود بكاميرا رقمية، ناهيك عن قدرٍ وافر من الحظ.. لكن تعد رؤية المشتري نفسه بالعين المجردة أمرًا سهلًا؛ فهو يظهر في المدن كثيفة الإنارة كنجم لامع كريمي اللون، أما في ليالي السماوات الصافية فيظهر الكوكب الأكبر في المجموعة الشمسية مرتفعًا ناحية الشرق بعد الغروب.. وكلما تقدم الليل استمر الكوكب الساطع في التسلل جنوبًا عبر السماء إلى أن يستقر ناحية الغرب عند شروق الشمس.[/rtl]
[rtl] يمكنك أيضًا تجربة الاستعانة بتلسكوب صغير، وستلمح من خلاله سحب المشتري التي تتشكل على هيئة أحزمة تحيط بمنطقة استوائه، كما سترى الأقمار الأربعة الأكبر تصطف إلى جانبه.[/rtl]
[rtl]المصدر
[/rtl]