منتديات ذوقان الهنداوي التعليمية
كل شي يرحب بك..أهلاً وسهلاً...كل شي يتبسم ويتوهج فرحا بقدومك..كل شي ينمق عبارات الترحيب
ويصوغ كلمات الحب لوجودك..كل شي ينتظر مشاركاتك ..وقلمك الرائع وابداعاتك..كل شي يردد حياك الله
منتديات ذوقان الهنداوي التعليمية
كل شي يرحب بك..أهلاً وسهلاً...كل شي يتبسم ويتوهج فرحا بقدومك..كل شي ينمق عبارات الترحيب
ويصوغ كلمات الحب لوجودك..كل شي ينتظر مشاركاتك ..وقلمك الرائع وابداعاتك..كل شي يردد حياك الله
منتديات ذوقان الهنداوي التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات ذوقان الهنداوي التعليمية

منتديات تعليمية تربوية هادفة تابعة لمدرسة ذوقان الهنداوي الأساسية للبنين التابعة لمديرية التربية والتعليم منطقة لواء الجامعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البرلمان المدرسة هاتف المدرسي
المواضيع الأخيرة
» جميع الدروس المحوسبة المجانية لمادة العلوم من الرابع وحتى السابع الاساسي
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالثلاثاء يونيو 08, 2021 8:27 pm من طرف Admin

» القناة التعليمية لمدرسة ذوقان الهنداوي على اليوتيوب
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء مايو 13, 2020 5:24 pm من طرف Admin

» ملخصات ودوسيات لمختلف المواد للمرحاة الاساسية - التحميل مجاني
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء مايو 13, 2020 10:25 am من طرف Admin

» حكم ومواعظ قصيرة
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء مايو 13, 2020 10:22 am من طرف Admin

» جهود الحكومة الاردنية وجلالة الملك عبدالله بن الحسين في مواجهة كورونا المستجد
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء مايو 13, 2020 10:14 am من طرف Admin

» قضايا طبية معاصرة- التعامل مع الفيروسات (كورونا المستجد)
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء مايو 13, 2020 10:02 am من طرف Admin

» ملف الفيروسات القاتلة متجدد: فيروس كورونا المستجد covid19
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء أبريل 22, 2020 5:21 pm من طرف Admin

» خدمة مجانية للباحثين : طلب محتوى في قواعد المعلومات ( مقالات، دراسات، رسائل جامعية)
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأحد فبراير 17, 2019 7:37 pm من طرف Admin

» كُـتُـبـجِـي- محرك بحث الكتب العربية:ابحث في ملايين الكتب العربية مع محرك البحث المخصص للكتب.
  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأحد فبراير 17, 2019 7:35 pm من طرف Admin

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     
اليوميةاليومية
أفضل الأعضاء الموسومين
لا يوجد مستخدم

 

  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 2526
تاريخ التسجيل : 23/09/2015
الموقع : المنتديات التعليمية التربوية

  الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Empty
مُساهمةموضوع: الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر      الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر  Emptyالأربعاء أغسطس 10, 2016 3:48 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر :-

احتل الحجاج بن يوسف الثقفي مكانة متميزة بين أعلام الإسلام، ويندر أن تقرأ كتابًا في التاريخ أو الأدب ليس فيه ذكر للحجاج الذي خرج من سواد الناس إلى الصدارة بين الرجال وصانعي التاريخ بملكاته الفردية ومواهبه الفذة في القيادة والإدارة .

وعلى قدر شهرة الحجاج كانت شهرة ما نُسب إليه من مظالم؛ حتى عده كثير من المؤرخين صورة مجسمة للظلم، ومثالا بالغا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الظلم والاستبداد، وضاعت أعمال الحجاج الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير .

وإذا كان الجانب المظلم قد طغى على صورة الحجاج، فإننا سنحاول إبراز الجانب الآخر المشرق في حياته، والمؤثر في تاريخ المسلمين حتى تستبين شخصية الحجاج بحلوها ومرها وخيرها وشرها .

المولد والنشأة : في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة ( 41هـ = 661م )، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيًّا على جانب من العلم والفضل، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا .

حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل : عبد الله بن عباس، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان، شأنه في ذلك شأن أبيه .

وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته؛ حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب، فشب خطيبا، حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء : " ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج "، وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان .

الحجاج وابن الزبير : لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه؛ حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة ( 64هـ = 683م ) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز؛ فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما .

حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه، ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام ( 73هـ = 693م ) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان .

وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود .

الحجاج في العراق : بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب، تحتاج إلى من يعيد الأمن والاستقرار، ويسوس الناس على الجادة بعد أن تقاعسوا عن الخروج للجهاد وركنوا إلى الدعة والسكون، واشتدت معارضتهم للدولة، وازداد خطر الخوارج، وقويت شكوتهم بعد أن عجز الولاة عن كبح جماحهم .

ولبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة ( 75هـ = 694م ) إلى الكوفة، وفي أول لقاء معهم خطب في المسجد خطبة عاصفة أنذر فيها وتوعد المخالفين والخارجين على سلطان الخليفة والمتكاسلين عن الخروج لقتال الخوارج الأزارقة، وخطبة الحجاج هذه مشهورة متداولة في كتب التاريخ، ومما جاء فيها : " … يا أهل الكوفة إني لأرى أرؤسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، وإن أمير المؤمنين – أطال الله بقاءه - نثر كِنانته ( جعبة السهام ) بين يديه، فعجم عيدانها ( اختبرها )، فوجدني أمرّها عودا، وأصلبها مكْسِرًا فرماكم بي؛ لأنكم طالما أوضعتم في الفتنة، واضطجعتم في مراقد الضلالة، وإن أمير المؤمنين أمرني بإعطائكم أعطياتكم، وأن أوجهكم لمحاربة عدوكم مع المهلّب بن أبي صفرة، وإني أقسم بالله لا أجد رجلا تخلّف بعد أخذ عطائه ثلاثة أيام إلا ضربت عنقه ".

وأتبع الحجاج القول بالفعل ونفذ وعيده بقتل واحد ممن تقاعسوا عن الخروج للقتال، فلما رأى الناس ذلك تسارعوا نحو قائدهم المهلب لمحاربة الخوارج الأزارقة، ولما اطمأن الحجاج إلى استقرار الأوضاع في الكوفة، ذهب إلى البصرة تسبقه شهرته في الحزم، وأخذ الناس بالشدة والصرامة وخطب فيهم خطبة منذرة زلزلت قلوبهم، وحذرهم من التخلف عن الخروج مع المهلب قائلا لهم : " إني أنذر ثم لا أنظر، وأحذر ثم لا أعذر، وأتوعد ثم لا أعفو … ".

ولم يكتف الحجاج بحشد الجيوش مع المهلب بل خرج في أهل البصرة والكوفة إلى " رشتقباذ " ليشد من أزر قائده المهلب ويساعده إن احتاج الأمر إلى مساعدة، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، وتزعم الثورة رجل يدعى " ابن الجارود " بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة والقضاء على ابن الجارود وأصحابه .

وما كاد الحجاج يقضي على فتنة الخوارج حتى شبت ثورة عارمة دامت ثلاث سنوات ( 81-83هـ = 700-702م ) زعزعت استقرار الدولة، وكادت تعصف بها، وكان يقودها " عبد الرحمن بن الأشعث " أحد رجالات الحجاج الذي أرسله على رأس حملة جرارة لإخضاع الأجزاء الشرقية من الدولة، وبخاصة سجستان لمحاربة ملكها " زنبيل ".

وبعد أن حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات غرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه، وبدلا من أن يكمل المهمة المنوط بها عاد ثائرا على الدولة الأموية مدفوعا بطموحه الشخصي وتطلعه إلى الرئاسة والسلطان .

ووجد في أهل العراق ميلا إلى الثورة والتمرد على الحجاج، فتلاقت الرغبتان في شخصه، وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، مستحلّين قتال الحجاج بسبب ما نُسب إليه من أعمال وأفعال، وحالف النصر ابن الأشعث في جولاته الأولى مع الحجاج، واضطرب أمر العراق وسقطت البصرة في أيدي الثوار، غير أن الحجاج نجح في أن يسترد أنفاسه، وجاء المدد من دمشق وواصل قتاله ضد ابن الأشعث، ودارت معارك طاحنة حسمها الحجاج لصالحه، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة ( 83 هـ = 702م )، والقضاء على فتنته .

الفتوحات الإسلامية : فتوحات قتيبة بن مسلم : تطلع الحجاج بعد أن قطع دابر الفتنة، وأحل الأمن والسلام إلى استئناف حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت بسبب الفتن والثورات التي غلت يد الدولة، وكان يأمل في أن يقوم الجيش الذي بعثه تحت قيادة ابن الأشعث بهذه المهمة، وكان جيشا عظيما أنفق في إعداده وتجهيزه أموالا طائلة حتى أُطلق عليه جيش الطواويس، لكنه نكص على عقبيه وأعلن الثورة، واحتاج الحجاج إلى سنوات ثلاثة حتى أخمد هذه الفتنة العمياء .

ثم عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة ( 85هـ = 704م )، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانه، والشاس، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند .

وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات ( 89-95هـ = 707-713م ) في أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن " سر فأنت أمير ما افتتحته "، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له : " أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها ".

وكان الحجاج يتابع سير حملات قادته يوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة ووصلت رايات الإسلام إلى حدود الصين والهند .

إصلاحات الحجاج : وفي الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحي الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها؛ فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وأنشأ عدة صهاريج بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار وتجميعها لتوفير مياه الشرب لأهل المواسم والقوافل، وكان يأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين .

ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا مناسبا، وشرع في بنائها سنة ( 83هـ = 702م )، واستغرق بناؤها ثلاث سنوات، واتخذها مقرا لحكمه .

وكان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق .

ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة .

نقط المصحف : ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام " نصر بن عاصم " بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار .

الحجاج في التاريخ : اختلف المؤرخون القدماء والمحدثون في شخصية الحجاج بن يوسف بين مدح وذم، وتأييد لسياسته ومعارضة لها، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل ولجوء خصوم الدولة إلى السيف في التعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق، ويؤدي إلى نتيجة غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة .

ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها .

ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول : " إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم ".

وقد وضعت دراسات تاريخية حديثه عن الحجاج، وبعضها كان أطروحات علمية حاولت إنصاف الحجاج وتقديم صورته الحقيقية التي طمس معالمها وملامحها ركام الروايات التاريخية الكثيرة وتوفي الحجاج بمدينة واسط في ( 21 من رمضان 95هـ = 9 من يونيو 714م )

وقد كتب الدكتور / شوقي أبو خليل جزاه الله عنَّا وعن المسلمين خير الجزاء تحت عنوان أخطاء تاريخية يجب تصويبها قائلا : الحجاج بن يوسف الثقفي : لست محامياً، ولكني مؤرخ أورد نبذة عن / الحجاج، لنعلم ما للرجل وما عليه، سأقدم نبذة عن إصلاحات أمير قائد، قام بإصلاحات داخلية، وبنى قاعدة متينة لفتح جبهة شرقية هو قائدها الأعلى، امتدت من المحيط الهندي إلى بحر خوارزم ويكفيه وضوح الرؤية في هذه الجبهة، ألا وهو فتح الصين، فلقد كتب إلى / قتيبة بن مسلم الباهلي، قائد محور الشمال الشرقي، وإلى / محمد بن القاسم الثقفي، قائد محور الجنوب الشرقي : ( أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها وعلى صاحبها )، ( تاريخ / اليعقوبي 2 / 289 )

نشا الحجاج شاباً لبيباً فصيحاً بليغاً، حافظا للقرآن الكريم، ( البداية والنهاية 9 / 119 )، كان يقرأ القرآن كل ليلة، وقال / أبو عمرو بن العلاء : ما رأيت أفصح من / الحجاج ومن / الحسن البصري، وكان / الحسن أفصح منه، ( مختصر / ابن عساكر 6/202، البداية والنهاية 9/119 )، وقال / عقبة بن عمرو : ما رأيت عقول الناس إلا قريباً بعضها من بعض، إلا / الحجاج و / إياس بن معاوية ـ قاضي البصرة، وأحد أعاجيب الدهر في الفطنة والذكاء ـ فإن عقليهما كانا يرجحان على عقول الناس ( مختصر / ابن عساكر 6/202 )

من إصلاحاته : قنوات الري التي تخرج من نهري دجلة والفرات، أعاد فتحها، وشق أقنية جديدة، واهتم بإصلاح السدود، وبإحياء الأرض الموات، واهتم بتجفيف المستنقعات ( البطائح، الأهوار )، وحظر على الفلاحين ذبح البقر والجواميس التي استقدمها من الهند، لكي تبقى في خدمة فلاحة الأرض، وليكون روثها سماداً طبيعيا للأرض .

وأصلح النقد وزناً ونوعاً، وجعل للموازين نظاماً لا تلاعب فيه، وكذلك المكاييل والمقاييس .

وضع / الحجاج علامات الإعجام في الخط العربي، للتمييز بين الحروف المتشابهة في الرسم، كالباء والتاء والثاء، والجيم والحاء والخاء كما عني بنقل صور الحركات الضم والفتح والكسر، لمعالجة اللحن الذي انتشر بين القراء، وفي أيامه نقطت المصاحف .

واتخذ / الحجاج ( المناظر ) بينه وبين قزوين، وهذه المناظر تعد أنموذجاً من نماذج البريد السريع آنذاك .

وحرص / الحجاج على الجهاد، ففتوح ما وراء النهر والسند رقمت في صحيفته، وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن الكريم، وتجنب المحارم من حيث الشراب والنساء والأموال، وحينما توفي لم يترك إلا ثلاث مئة درهم .

لقد شنع على / الحجاج أعداؤه وبالغوا، يذكر / المسعودي ( مروج الذهب 3/175 ) : وأحصي من قتله صبراً سوى من قتل في عساكره وحربه، فوجد مئة وعشرين ألفاً، ومات وفي حبسه خمسون ألف رجل، وثلاثون ألف امرأة، منهن ستة عشر ألفاً مجردة .. إلخ .

كان / الحجاج يغضب غضب الملوك، مفتاح سيرته أنه كان أموياً، يميل إلى بني أمية ميلاً كاملاً، أوقف حياته على نصرتهم وتوطيد أركان ملكهم، لا تأخذه في نصرتهم لومة لائم .

وهناك من يركز على حادثتين اثنتين : ضربه الكعبة المشرفة بالمنجنيق وقتله التابعي الجليل / سعيد بن جبير .

أما ضربه للكعبة المشرفة بالمنجنيق، فهو خطأ فادح حسب عليه دون شك، لقد سير / عبد الملك بن مروان / الحجاج، وقد كتب لأهل مكة المكرمة بالأمان، إن دخلوا في طاعته، ( الطبري 6/174 )

فلما قدم / الحجاج، تحرم / عبد الله بن الزبير بالكعبة، فأمر / الحجاج بوضع المنجنيق على جبل أبي قيس، وقال : ارموا الزيادة التي ابتدعها هذا المتكلف، فرموا موضع الحطيم، فلما قتل / ابن الزبير، وملك / الحجاج، رد الحائط كما كان قديماً .

فالرمي على الزيادة التي زادها / ابن الزبير في الكعبة المشرفة، وأعاد :/ الحجاج ترميمها فوراً، وحذف منها الزيادة التي زادها / ابن الزبير .

ومع خطأ / الحجاج بالرمي وإدانته، هل عتبنا على / عبد الله بن الزبير الذي احتمى بالكعبة المشرفة، وجعل الحرم ميدان قتاله ضد الأمويين، الأقوى منه واقعاً بعلمه، مما عرض الكعبة المشرفة للخطر ؟!

أما التابعي الجليل / سعيد بن جبير، فقد رأى / الحجاج أن عقوبة ما فعله القتل بعد انضمامه لثورة / عبد الرحمن بن الأشعث، وتصرفه ببيت المال، ونقض بيعته لــ / عبد الملك بن مروان، و / الوليد بن عبد الملك .

جاء في البداية والنهاية 9/69 : وفي هذه السنة ( 94 هـ ) قتل / الحجاج بن يوسف / سعيد بن جبير، وكان سبب ذلك أن / الحجاج كان قد جعله على نفقات الجند، حين بعثه مع / عبد الرحمن بن الأشعث إلى قتال / رُتْبِيل ملك الترك، فلما خلع / ابن الأشعث / الحجاجَ والخليفةَ معه، خلعه معه / سعيد بن جبير .

بدأ تمرد / ابن الأشعث سنة 81هـ، حينما صالح / رتبيل، وعاد من سجستان لقتال / الحجاج، وفي سنة 82هـ كان بدء واقعة دير الجماجم ـ بظاهر الكوفة ـ والجمجمة : القدح من الخشب ـ التي دامت حتى سنة 83هـ، حيث انهزم / ابن الأشعث ومن معه، ولجأ / سعيد بن جبير إلى مكة، إلى أن وليها / خالد بن عبد الله القسري، فأرسل / ابن جبير إلى / الحجاج، الذي قال لعن / خالد القسري، أما كنت أعرف مكانه ؟! بلى والله، والبيت الذي فيه بمكة، ثم أقبل على / ابن جبير وقال :-

يا / سعيد، ما أخرجك علي ؟ فقال : أصلح الله الأمير، أنا امرؤ من المسلمين، يخطئ مرة ويصيب أخرى، فطابت نفس / الحجاج، وانطلق وجهه، وقال :-

يا / سعيد، ألم أشركك في أمانتي ؟ ألم أستعملك ؟ أما أعطيتك مئة ألف، أما فعلت، أما فعلت ؟ كل ذلك و / ابن جبير يقول : نعم حتى ظن من عنده أنه سيخلي سبيله، حتى قال / الحجاج له : فما حملك على الخروج عليَّ، وخلعت أمير المؤمنين ؟

فقال / سعيد بن جبير : إن / ابن الأشعث أخذ مني البيعة على ذلك، وعزم علي، فغضب عند ذلك / الحجاج غضباً شديداً وانتفخ، حتى سقط طرف ردائه عن منكبه، وقال له : ويحك، ألم أقدم مكة فقتلت / ابن الزبير، وأخذت بيعة أهلها، وأخذت بيعتك لأمير المؤمنين / عبد الملك ؟ قال : بلى، قال ثم قدمت الكوفة والياً على العراق، فجددت لأمير المؤمنين البيعة، فأخذت بيعتك له ثانية ؟ قال : بلى، قال / الحجاج : فتنكث بيعتين لأمير المؤمنين، وتفي بواحدة للحائك بن الحائك ـ يعني / ابن الأشعث ـ ؟ يا حرسي، اضرب عنقه .

أين هذا الموقف من موقف / الشعبي ـ عامر بن شراحيل ـ الحكيم ؟!

فــ ،/ الشعبي يعتذر ويعترف بخطئه، ويقول لــ / لحجاج وجهاً لوجه : ( قد والله تمردنا عليك، وخرجنا وجهدنا كل الجهد فما ألونا ـ فما قصرنا ـ فما كنا بالأقوياء الفجرة، ولا بالأتقياء البررة، ولقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا، فإن سطوت فبذنوبنا، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك، وبعد فلك الحجة علينا ) ( البداية والنهاية 9/49 )، فقال / الحجاج : أنت والله يا / شعبي أحب إلينا ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول ما فعلت، ولا شهدت، قد أمنت عندنا يا / شعبي .

ولــ / الحسن البصري مع / الحجاج مناظرات، ومع ذلك لم يكن ممن يرى الخروج عليه، وكان ينهى أصحاب / ابن الأشعث عن ذلك .

وقيل : لم يلبث / الحجاج بعد مقتل / سعيد بن جبير إلا أربعين يوماً .

لا صحة لهذا القول, فقد كان مقتل / سعيد بن جبير في شعبان 94هـ، ومات / الحجاج في 25 رمضان 95هـ، بعد ثلاثة عشر شهراً .

فسيرة / الحجاج رويت بنوع من زيادة عليه، وتهويل وتشهير، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جداً لأنه أموي الهوى، فحرفوا عليه الكلم، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات .

طلب / الوليد بن عبد الملك من / الحجاج أن يكتب إليه سيرته، فكتب إليه :-

( إني أيقظت رأيي، وأنمت هواي، وأدنيت السيد المطاع في قومه، ووليت الحرب الحازم في أمره، وقلدت الخراج الموفر لأمانته، وقسمت لكل خصم من نفسي قسماً أعطيته حظا من نظري، ولطيف عنايتي، وصرفت السيف إلى النَّطف ـ صاحب العيب ـ المسيء، والثواب إلى المحسن البريء، فخاف المريب صولةَ العقاب، وتمسك المحسن بحظه من الثواب )، ( عيون الأخبار 1/10 ) انتهى .

عقيدة أهل السنة والجماعة في / الحجاج بن يوسف الثقفي :-

عَنْ / ‏‏أَبِي نَوْفَلٍ :‏ ‏رَأَيْتُ ‏/ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ‏عَلَى عَقَبَةِ ‏الْمَدِينَةِ ‏‏قَالَ : فَجَعَلَتْ ‏‏قُرَيْشٌ ‏‏تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ ‏/ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ‏‏فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ ‏‏أَبَا خُبَيْبٍ، ‏‏السَّلَامُ عَلَيْكَ ‏‏أَبَا خُبَيْبٍ،‏ ‏السَّلَامُ عَلَيْكَ ‏‏أَبَا خُبَيْبٍ، ‏أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ ‏‏أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ ‏‏أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ ‏‏أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا،‏ ‏قَوَّامًا،‏ ‏وَصُولًا لِلرَّحِمِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لَأُمَّةٌ خَيْرٌ، ثُمَّ نَفَذَ ‏/ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،‏ ‏فَبَلَغَ ‏‏/ الْحَجَّاجَ ‏ ‏مَوْقِفُ / ‏عَبْدِ اللَّهِ،‏ ‏وَقَوْلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ ‏ ‏الْيَهُودِ‏، ‏ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ / ‏‏أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ؛ ‏فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ؛ فَأَعَادَ عَلَيْهَاالرَّسُولَ : لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مَنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ، قَالَ : فَأَبَتْ؛ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ لَا آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي، قَالَ، فَقَالَ : أَرُونِي سِبْتَيَّ فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ : كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ، قَالَتْ : رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ، وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ : يَا ابْنَ ‏ ‏ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ، ‏أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ .‏ ‏أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ‏وَطَعَامَ / ‏أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏مِنْ الدَّوَابِّ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لَا ‏تَسْتَغْنِي عَنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏‏أَنَّ فِي ‏ ‏ثَقِيفٍ ‏ ‏كَذَّابًا وَمُبِيرًا؛ فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا ‏‏إِخَالُكَ ‏‏إِلَّا إِيَّاهُ قَالَ : فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا . رواهُ / مسلمٌ .

قال الإمام / الذهبي رحمه الله : وَكَانَ ظَلُوْماً، جَبَّاراً، نَاصِبِيّاً، خَبِيْثاً، سَفَّاكاً لِلدِّمَاءِ، وَكَانَ ذَا شَجَاعَةٍ، وَإِقْدَامٍ، وَمَكْرٍ، وَدَهَاءٍ، وَفَصَاحَةٍ، وَبَلاَغَةٍ، وَتعَظِيْمٍ لِلْقُرَآنِ ... وَلَهُ حَسَنَاتٌ مَغْمُوْرَةٌ فِي بَحْرِ ذُنُوْبِهِ، وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، وَلَهُ تَوْحِيْدٌ فِي الجُمْلَةِ، وَنُظَرَاءُ مِنْ ظَلَمَةِ الجَبَابِرَةِ وَالأُمَرَاءِ .

قال عنه / الحسن البصري رحمه الله : إن / الحجاجَ عذابُ اللهِ، فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديكم، ولكن عليكم بالاستكانةِ والتضرعِ، فإنه تعالى يقول : " وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ " الطبقات لــ / ابن سعد ( 7 / 164 ) بإسناد صحيح .

قال شيخُ الإسلامِ / ابنُ تيميةَ : فَلِهَذَا كَانَ أَهْل الْعِلْمِ يَخْتَارُونَ فِيمَنْ عُرِفَ بِالظُّلْمِ وَنَحْوِهِ مَعَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ لَهُ أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ فِي الظَّاهِرِ - كَــ / الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَأَمْثَالِهِ - أَنَّهُمْ لَا يَلْعَنُونَ أَحَدًا مِنْهُمْ بِعَيْنِهِ؛ بَلْ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : " أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " فَيَلْعَنُونَ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ عَامًّا .

وممن امتنع عن لعنهِ الإمام / أحمدُ رحمهُ اللهُ لكنه لم يثن عليه بل عده رجل سوء .

- روى / الخلالُ في " السنة " ( 851 ) بإسنادهِ فقال : وأخبرني / محمدُ بنُ علي قال : ثنا / صالح أنه قال لأبيه : الرجلُ يُذكرُ عنده / الحجاجُ أو غيرهُ فيلعنهُ ؟ قال : لا يعجبني لو عبر فقال : ألا لعنةُ اللهِ على الظالمين، وروى عن / ابنِ سيرين أنهُ قال : المسكينُ / أبو محمد .

قال المحققُ لـ " السنة " : إسناده صحيحٌ . وقال عن المقصودِ بــ / أبي محمد : لعله يقصدُ / الحجاجَ فكنيته / أبو محمد .

- وروى أيضاً ( 853 ) فقال : وأخبرني / زكريا بنُ يحيى أن / أبا طالب حدثهم قال : قال / أبو عبد اللهِ : كان / الحجاجُ بن يوسف رجلُ سوءٍ . قال المحققُ : إسنادهُ صحيحٌ .

وقد ورد على لسان الإمام / أحمد أو / الذهبي أنه قال عنه : نسبه ولا نحبه ( لا أعلم السند أو الرواية وإنما أذكرها من أحد الدروس العلمية والله أعلم ) هذا والله سبحانه وتعالى أعلا وأعلم وأجل وأحكم وهو يحفظكم ويرعاكم منقول للفائدة المرجوة من ورائه والله من وراء القصد مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


المصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://education1.jordanforum.net
 
الحجاج بن يوسف الثقفي الوجه المشرق الآخر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم من قصة نبي الله يوسف عليه السلام
» الحجاج وفصاحة الغلام ...قصة جميلة
» قصة عجيبة للصحابي الحجاج ابن علاط / للشيخ صالح المغامسي
» الدكتور جاسم المطوع :قراءة سورة يوسف تزيل الحزن وتفرح القلب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ذوقان الهنداوي التعليمية  :: المنتديات العامة :: المنتديات التعليمية :: منتدى نوادر العرب وطرائفهم وقصصهم-
انتقل الى: